يحكي أن في يوم من الايام كان هناك سيداً ثرياً
دعوة على العشاء
يحكي أن في يوم من الايام كان هناك سيداً ثرياً اقام عشاءً عظيماً ودعا إليه كل افراد مدينته الذين كانوا يعملون في كرمه وعطاءه، وقد أعد هذا السيد مفاجأة لم يفصح عنها خلال هذا العشاء، وعندما اقتربت الساعة اجتمع الناس في ساحة القصر، ولكن لم يكن احداُ مستعداً للدخول، حيث دارت في عقول الجميع تساؤلات عديدة واخذوا يتحدثون فيما بينهم فقال احدهم : لاشك أن السيد قد جمعنا اليوم في القصر حتي يقبض علينا ويسجننا، لأنه ربما قصرنا في عملنا دون أن ندرك او سرق احدنا شيئاً صغيراً، بينما قال آخر : إن السيد شديد الحرص علي امواله، فهو بالتأكيد سوف يطالبنا بديوننا التي نحن عاجزون عن تسديدها، وهذه فرصة سانحة امامه ليقوم بذلك .
اقترب شخصاً آخر من الجمع وقال : لاشك ان السيد سوف يلزمنا بفوائد وضرائب غالية الثمن، فيستعبدنا ويستعبد ابناءنا لخدمته، وما هذه الدعوة سوي تغطية علي نيته الشريرة لتقييدنا بسندات دفع ترافقنا حتي مماتنا .. وبهذه الطريقة بدأ الجميع ينسحب شيئاً فشيئاً من امام القصر رافضاً دعوة العشاء وراح البعض الآخر ينتظر في الخارج متشككاً بنية السيد وهدفه من وراء هذه الدعوة، إلا شاباً واحداً فقط، كان يستمع في صمت وهدوء الي حديث هؤلاء الاشخاص دون أن يعقب عليه علي الرغم من عدم موافقته لشكوكهم وسوء ظنهم بالسيد، فصمم هذا الشاب علي الدخول لتلبية دعوة العشاء وتجاهل نظرات الآخرين الموجهة إليه .
وقد كانت المفأجاة الكبري عندما دقت ساعة العشاء واقفل باب القصر وعاد الجميع الي منازلهم، حيث تمتع هذا الشاب مع سيده بوجبة عشاء عظيمة وكانت المفأجاة التي خبأها السيد والتي اعلنها في نهاية العشاء هي الاعفاء النهائي عن كل الديون والضرائب وكان ذلك من كرم وجود السيد، فخرج الشاب سعيداً فرحاً بينما خسر كل اهل المدينة بسبب سوء ظنهم وشكوكهم