يحكى عن جارين تقيّين إسم أحدهما صالح
البنون زينة الدنيا
يحكى عن جارين تقيّين إسم أحدهما صالح، و الآخر مصلح ،قرّرا يوما الزّواج ، ولصداقتهما الكبيرة ،تمّ ذلك في نفس اليوم ومرّت الشّهور و انجبت زوجة صالح غلاما، فأسرع ليخبر صديقه ،وعلم أنّ الله رزق جاره بنتا جميلة .
وفى العام التالي انجبت زوجته مرّة أخرى غلاما جميلاً ، فأسرع ليزفّ ذلك الخبر إلى جاره ، وعلم أن الله رزقه بنتا ثانية كان صالح يعتقدفي قرارة نفسه أن إنجاب الأولاد أفضل من إنجاب البنات . فأخبر جاره يوما وقال له : هل تعلم أنّ الزّوجة التي تنجب أولاداً يصبح مهرها حلالاً ؟ فتكون أنت مثل من لم يدفع مهراً عند الزّواج .لكنّ مصلح كان لا يهتم بتلك الخرافات ،وكان يؤمن بأنّ الأطفال نعمة من عند الله لا فرق بين الذكور و الإناث .وغادر صالح بيت صديقه دون ان يقتنع بما قاله جاره عن حكمة الله .
افترق الصديقان وعاش كل منهما في مدينة ،ومرّت الأيام والسّنوات ،وكبر الأطفال وأصبحوا شبابا وبنات . و ذات يوم قرّر مصلح أبو البنات زيارة صديقه صالح أبو الأولاد ،وعندما دخل داره وجدها قڈرة ،و صديقه نحيلا و شاحبا فسأله عمّا يحصل عنده
الله جعل في كل شيئ حكمةو قدر كل شيئ لكنك كنت أسير العادات البالية فجنيت على اولادك و زوجتك و نفسك ،و ليكون ذلك عبرة لمن يعتبر.
فأصبح المثل يضرب في هذه المواقف دائمًا مازال العديد من الأشخاص ،حتى وقتنا الحاضر يفتخرون بإنجاب الأولاد عن البنات رغم أنهم هبة من عند الخالق،و كان الرّسول يحب بناته فاطمة ،و رقية، و أم كلثوم،و زينب فليكن لكم بالنبي أسوة حسنة يا معشر الرّجال
عليه افضل الصلاة والسلام