رجل غنى
أراد رجل فاحش الثراء
أن يحسس إبنه بقيمة النعمة التي
بين يديه ويريه كيف يعيش
الفقراء من الناس !!
فأخذه في رحلة إلى البادية
و قضوا أياماً وليالي
في ضيافة أسرة فقيرة
تعيش في مزرعة بسيطة ..
وفي طريق العودة سأل الأب إبنه :
كيف كانت الرحلة؟
أجاب الإبن : كانت ممتازة ..
الأب: هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟
الإبن: نعم
الأب: إذاً أخبرني ماذا تعلمت
من هذه الرحلة؟!
الإبن: لقد رأيت أننا نملك كلباً واحدا
والفقراء يملكون أربعة
ونحن لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا
وهم لديهم جدول ليس له نهاية
لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا
باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية
و لهم إمتداد الأفق
لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها
وعندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول
لدينا خدم يقومون على خدمتنا
وهم يقومون بخدمة بعضهم البعض
نحن نشتري طعامنا
وهم يأكلون مما يزرعون
نحن نملك جدرانا عالية لكي تحمينا
وهم يملكون أصدقاء يحمونهم ..
كان والد الطفل صامتاً مندهشا
حينها رد الطفل قائلاً:
شكرا لك يا أبي لأنك أريتني
كم نحن فقراء !!!
السعادة تختلف في أعين الناس ..
فهناك من غطـّى سوء تفكيره
على عينيه فأظلمت الحياة ...
في نظره !!!
الأناقة ليست محصورةً في مظهرك فقط
لسانك ، عقلك ، قلبك ، وأسلوبك !!
من أهم ما يغرسه التوحيد في قلبك
أن تعرف أنه لا سعيد إلا من أسعده الله ..
فالله هو الذي أضحك وأبكى
وهو الذي أسعد وأشقى وهو الذي أغنى وأقنى ..
فالسعادة ..ليست بالزوج ولا بالأولاد
ولا بالأصدقاء ولا بالسفر ولا بالشهادات
ولا بالمناصب ولا بالرفاهية ولا بالبيوت ..
السعادة كل السعادة في اتصالك بالله
درب نفسك على كثرة طرق باب الله
حتى يبقى الحبل ممدودا بينك وبين الله ..
هذه هي السعادة الحقيقية .