شاب سوري طلع هجرة
في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الكثير من السوريين، اضطر أحمد، شاب سوري في منتصف العشرينات، لمغادرة تركيا والانتقال إلى العراق بسبب حملات الترحيل المتزايدة.
مع بداية رحلته الجديدة، اصطحب أحمد معه عائلة زوجته، التي كانت تسكن معه في تركيا، واستأجروا معاً شقه في إحدى البنايات بالعاصمة العراقية بغداد
كانت البناية قديمة بعض الشيء ولكنها وفرت لهم مأوى مؤقتاً حتى يتمكنوا من ترتيب أمورهم واستقرار حياتهم الجديدة. أحمد، بذكائه وسرعة بديهته، كان دائماً يبحث عن حلول مبتكرة للتغلب على المشاكل التي تواجهه.
إحدى تلك المشاكل كانت في توفير الإنترنت لعائلته دون أن يضطر لمشاركة كلمة المرور مع الجيران، وهو أمر كان يقلقه خاصة مع ازدياد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت في المنزل.
ذات يوم، وبينما كان أحمد يجلس في شرفته الصغيرة يحتسي كوباً من الشاي، لفت نظره صحن دش قديم ملقى في زاوية الشرفة. فكرة مبتكرة خطــرت في ذهنه، فقرر أن يستخدم هذا الصحن ليحقق هدفاً مميزاً. قام بوضع الصحن على البلكون، ولكن بدلاً من توجيهه نحو القمر الصناعي لاستقبال القنوات، وضعه بطريقة عشوائية.
بعد مرور أيام قليلة، صادف أن قناة أجنبية كانت تقوم بتصوير تقرير عن الحياة اليومية للمهاجرين في العراق. عندما وصل فريق القناة إلى بناية أحمد،
لفت انتباههم وجود هذا الصحن الغريب على شرفته. بدافع الفضول، قرروا الصعود إلى شــقة أحمد والاستفسار عن هذا “الاختراع” الفريد.
طرقوا الباب، وبعد لحظات فتح أحمد الباب مبتسماً مرحباً بهم. شرحوا له سبب زيارتهم واستفسروا عن سبب وضعه لصحن الدش بهذه الطريقة، مؤكدين أن هذا الصحن لا يمكن أن يعمل بشكل صحيح في استقبال القنوات الفضائية. ابتسم أحمد وأجابهم: “ومن قال لكم أنني أستخدمه لاستقبال القنوات؟”.
ثم أضاف بنبرة مازحة: “لقد وضعت هذا الصحن هنا حتى يظن سكان البناية أن لدي دش وأتمكن من مشاهدة القنوات الفضائية، في حين أنني في الواقع لا أملك دشاً ولا أشاهده. الفكرة ببساطة هي أنني لا أريد أن يعرف الجيران أن لدي إنترنت في المنزل، حتى لا يطلبوا مني كلمة المرور ويضعف الاتصال بسبب كثرة الأجهزة المتصلة”.
كانت تلك الكلمات بمثابة صـدمة صغيرة لفريق القناة، الذي لم يكن يتوقع مثل هذا الابتكار البسيط والمبدع في الوقت ذاته. لقد أعجبوا بسرعة بديهة أحمد وحسن تصرفه في التعامل مع المواقف اليومية.
تحول هذا اللقاء إلى حديث عن الإبداع والابتكار في مواجهة الصعوبات اليومية، وكيف يمكن لأبسط الأفكار أن تكون حلاً لمشاكل معقدة. وقد انتهى التقرير بمشهد أحمد وهو يشرح بابتسامة عن تجاربه ومواقفه الطريفة في حياته اليومية، ليكون بذلك نموذجاً للشباب الذين يسعون دائماً لتحسين حياتهم مهما كانت الظروف