شاب سوري في تركيا
أبو عبدو، سوري مقيم في تركيا، اشتهر بمهارته في استخراج شهادات السواقة وتصاريح السفر للسوريين بسهولة ويسر. كان يتقاضى مبلغ 4000 ليرة تركية مقابل كل خدمة يقدمها، مما جعله وجهة مفضلة للكثيرين.
كان الزبائن يأتون إليه قبل خوض الاختبارات، ويدفعون له المبلغ المطلوب. وفي حالة نجاحهم في الاختبار، كان يهنئهم بفخر، أما إذا رسبوا، فكان يعيد إليهم المبلغ دون تردد. هذه الطريقة البسيطة في العمل كسبت له ثقة الزبائن، حيث أصبح يُعتبر الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه في هذه الأمور.
تزايدت ثقة الزبائن بأبو عبدو إلى حد كبير، حيث أصبحوا يقدمون له المبلغ قبل الدخول للاختبار. إذا رسبوا، لم يطلبوا استرداد أموالهم، بل كانوا يكتفون بعبارة “سأحاول مرة ثانية”. هذه الثقة المتزايدة ساهمت في تعزيز مكانته في المجتمع السوري في تركيا، وكان يُنظر إليه كمصدر موثوق.
لكن الأمور تغيرت بشكل جذري عندما علمت الشرطة التركية بما يحدث. اقتيد أبو عبدو إلى مركز الشرطة حيث تم استجوابه عن نشاطه. وكانت المفاجأة عندما سأله المحققون عن كيفية حصوله على شهادات السواقة وتصاريح السفر، ومن كان يساعده في مديرية فحص القيادة، مما فتح أبوابًا جديدة من الأسئلة حول مشروعية أعماله.
تزايدت التساؤلات حول الأساليب التي استخدمها أبو عبدو في عمله، مما جعله في موقف محرج. وقد بدأ يتساءل هو نفسه عن تداعيات أفعاله، وما إذا كانت تصرفاته ستقوده إلى العواقب القانونية. ومع ذلك، ظل أبو عبدو متمسكًا بروايته، مدعيًا أن عمله كان مجرد وسيلة لمساعدة أبناء بلده في الحصول على ما يحتاجونه في الحياة اليومية.