سمع الحجاج بن يوسف عن التابعي الجليل

موقع أيام نيوز

فاصفرَّ وجه الحجاج، وأطرق ملياً ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال: إن جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك، فلك عشرة آلاف درهم، وإن لم تأت بها فأنا في حلٍ من دمك .

قال: نعم .

قال الشعبي: فغمني قوله فقلت: أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه، ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه، فإن جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو .

فقال يحيى للحجاج: قول الله عزّ وجلّ ( وَمِن ذُرِّيتهِ دَاوُدَ وَسليمانَ ) من عنى بذلك ؟

قال الحجاج: إبراهيم عليه السلام .

قال: فداود وسليمان من ذريته ؟

قال: نعم .

قال يحيى: ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته ؟

فقرأ يحيى: ( وَأيّوب وَيوسفَ وَموسى وَهارونَ وَكذلِكَ نَجزي المُحسنينَ )  

قال يحيى: ومن ؟

قال: ( وَزكريا وَيَحيى وَعِيسى )  

قال يحيى: ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم عليه السلام ، ولا أب له ؟

قال: مِن قِبَل أُمّه مريم عليها السلام .

قال يحيى : فمن أقرب رحما : مريم من إبراهيم عليه السلام أم فاطمة  من محمد صلى الله عليه وسلم؟ وعيسى من إبراهيم، أم الحسن والحسين من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال الشعبي: فكأنّما ألقمه حجراً .

فقال: أطلقوه قبّحه الله ، وادفعوا إليه عشرة الآف درهم .. 
ولا بارك الله له فيها.

إذا أتممت القراءة صلوا علي اشرف المرسلين صلي الله عليه وسلم

تم نسخ الرابط