القاضي: لم قټلتها؟
القاضي:لم قټلتها؟
الجاني:لقد عدت من العمل متعباً منهكاً والجوع يفتك بي وكما يقولون (عصافير بطني لم تكن تزقزق بل كانت تصرخ) توجهت مسرعاً نحو مائدة الطعام لم يكن هناك شيء فوقها ،دخلت إلى المطبخ كان فارغاً أيضاً ،الموقد كان خاليا والجو هادئا وسكون يعم المكان،لا شيء يدل على أن هناك طعام تم تحضيره ،إنه ليس يومها المعتاد لزيارة اهلها ،ولو انها كانت ستخرج لأخبرتني كي أتناول الطعام في الخارج ،تجاهلت دوي صفارات إنذار معدتي وبدأت بمناداتها والبحث عنها في ارجاء المنزل ،لا احد يجيب ،وفي النهاية دخلت إلى غرفة النوم فوجدتها متدثرة بغطائها تنشج وتأن ،وصوت نحيبها مسموع ،لقد كانت تبكي ،فدب الړعب في قلبي وسرت قشعريرة في اوصالي ،من المؤكد ان احداً ماټ،ويبدو أنه من الأقارب المقربين، احد أفراد العائلة أو إحدى صديقاتها،كيف لم يصلني خبر من احدهم ،نظرت إلى هاتفي فكان يعمل ،إذاً فهي إحدى صديقاتها أو قريباتها،اقتربت منها ببطىء وسألتها عزيزتي مالذي حدث فنظرت إلي وعيناها غارقة بالدموع وقالت :لقد ماټت لا اصدق بأنها ماټت ،يا إلهي
فقالت وهي تصرخ : آااااه ليتني أستطيع الذهاب إليها
فسألتها مستغربا:من هي صديقتك ؟ أم إحدى قريباتك ؟ اللاتي يقطنّ في خارج البلاد
فنطقت بصعوبة اسما غريباً لم أستطع نطقها و لم أسمع به من قبل،ربما لأنها لم تنطقه جيدا ،أو أنها تلعثمت به من شدة حزنها
فسألتها مستفسراً :هل هي صديقة جديدة ام إحدى بنات إخوتك الذين يعيشون خارج البلاد
فقالت وبكائها يهدأ ثم يشتد :لا لا ،إنها بطلة الرواية التي أقرأها لقد ماټت
وقفت لبرهة كالأبله مذهولاً محاولا استيعاب ما قالته ،لا لا، لا بد انها بدأت تهذي فكررت سؤالي مرات عدة وكانت الإجابة نفسها
القاضي:وماذا حدث بعد ذلك ؟
الجاني:لقد قالت لي مسبقاً ليتني أستطيع الذهاب إليها لذلك ألحقتها بها وحققت لها أمنيتها الاخيرة.