قصه حقيقيه وعبره يقول أحدهم فى طفولتى كامله
الآن فقط علمت أن سعادة أبي الحقيقية لم تكن يوماً في أكل قشور_المانجا، وإنما كانت سعادته الحقيقية في رؤيتنا ونحن ناكل أفضل جزء منها أمامه .
كانت فرحته الغامرة وهو يشاهدنا ونحن نحصل على أفضل وأنقى وأجود ما كان يقدمه إلينا في لحظتها.
وتساءلت حينها والدموع_في_عيني :
يا تُرى، كم من مانجا قدمها لنا أبي واكتفى هو بمجرد قشورها ؟!
وأنا هنا لا أقصد تلك الفاكهة بذاتها، ولكن أقصد كل ما ترمز له في هذه الحياة !!
فالمانجا قد تكون ملبساً، أو بيتاً، أو فراشا، أو نوماً مريحاً، أو تعليماً، وقد تكون أيضاً لمسة حنان على الكتف، أو قبلة على الوجه، أو مسح_دمعة من على الخد !!
- أنظر إلى من حولي لأجد أبناء لا يقدرون أهلهم حق_القدر، ولا يوفون حقهم، وكأن وظيفة الأهل في هذه الحياة هي في اختلاق الذرائع التي من شأنها أن تكدر صفو حياتهم!!
- أرى أبناءً قد تملكهم الغرور حتى حسبوا أنهم يفوقون أهلهم علماً وفكراً ومنطقا!!
- أرى أبناءً يقدسون كلمة الزوجة في مقابل دموع الأم_أو_الأب!!!
- أرى أبناءً يهجرون أهلهم في ديار رعاية بعيدة ويتركونهم لرحمة الغرباء!!
- أرى أبناء يتمنون زوال أهلهم من هذه الدنيا عاجلاً ليس آجل من أجل أن يرثوهم!!
- أرى كل ذلك وفي نفسي لو كان الأمر بيدي، لدفعت عمري كله ثمناً حتى يعود بي الزمن لأجلس مع أبي_يوماً واحداً أسبقه حينما يحضر فاكهة المانجا، لالتهم قشورها بدلاً عنه ليتبقى له فقط أفضل ما فيها .
حتى اذا سألني لماذا أحب أكل قشور المانجا ؟
فأقول له :
( أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت )!!
إهداء الى كل من مازال أبوه على قيد الحياة، عسى أن تجد الى قلبه دليلاً.
اللهم اغفر وارحم آباءنا وأمهاتنا واجعلهم من أهل الفردوس_الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ألبس لباس الصحة والعافية كل من هم على قيد الحياة من الآباء والأمهات.
واعفوا عنهم ولا تقبضهم إلا وأنت راض عنهم يا سميع يا عليم .
إذا بتحب القصص والقراءة أدخل صفحتي وأعمل متابعة