مدينه العميان
رئيس الحرس !!! أجابه نعم لكن من أنت أجاب الشيخ ولدنا عميانا وعشنا في الستر ومن يخرج لا يعود منا ولا يرجع أبدا كما كان !!!
حك الوزير لحيته وقال أعترف أني لم أفهم شيئا فما علاقة ذلك بسعيد قال الرجل إبني عاش في بلدة بعيدة ولانغلاقها الشديد أطلق عليها الناس قرية العميان وأحد الأيام ذهب للمدينة وأصبح من حرس الباي ونسيني أنا وأمه وصار يخجل منا وفي أحد الأيام رآني أمام القصر فأطردني كالكلب لكي لا يراه أحد معي !!!لقد إنفتحت عينيه ولن يملئهما اليوم شيئ لا مال ولا جاه !!! فهم الوزير الحكاية وأسرع للبايوقص علىه ما سمعه فلم يصدق أذنيه وأمر أن يسجلوا كل ما يملكه رئيس الحرس وحين رأى ما في الورقة قال بدهشة والله أبوه معه حق فليس أشد جشعا من عين تبصر بعدما كانت في عماء .
وأشاحت عنه بوجهها أ درك الفتى أن كل شيئ قد انتهى فخرج يجر أذيال الخيبة كما جاء أول مرة لكن وجد أباه في انتظاره وقال له هيا نرجع يا إبني إلى قريتنا أليس هناك أفضل على الأقل لا نرى ولا نطمع في رزق غيرنا كما فعلت !!! واعلم أن الإنسان سيئ بطبعه ونفسه أمارة بالسوء لقد عشت حياتي ولم أسمع أحدا يسب أو يسرق أو ېكذب لأن العمى علمنا القناعة
أجابته قد يكون العمى أرحم من البصر وقد نجد في الظلام قناعة أنفسنا قال الباي بدهشة من علمك هذه الحكمة أجابته قرية العميان ...
النهاية