يحكى أن هناك رجل يدعى ( خُزيمة ابن بشړ )
قال : لو أردت إخبارك أو إخبار أحد لما خرجت متخفياً ليلاً
قالت : يجب ان أعرف وألحت ولَم تنام حتى قَص لها القصه وقال:
أكتمي السر ولا تحدثي به حتى نفسك
وبعد فترة ذهب خُزيمه الي أمير المؤمنين سلمان بن عبد الملك فسأله : أين كنت يا خُزيمه لم نسمع عنك من زمن فقص عليه القصه فقال الامير : ومن جابرعثرات الكرام؟
قال الامير : ليتك عرفته
ثم امر بمنح دنانير اخرى ل خُزيمه وأصدر امر بإعفاء عكرمه الفياض
وتعيين خُزيمه والياً لمنطقة ألجزيره ورجع
خُزيمة ودخل قصر الوالي وهو يحمل مرسوم العزل وكان في استقباله عكرمه بنفسه وسلمه امر العزل فقال عكرمه : كله خير
ثم قال خُزيمه : أريد أن أحاسبك علي مال المسلمين
فقال خُزيمه : أين المال يا عكرمه
قال : ليس معي
قال : إذن رُده من مالك
قال : لا أملك مال خاص
قال : إما المال أو السچن
وسجن عكرمة ردحاً من الزمن ووضعت له الأغلال الثقيلة في كتفيه وظهره حتى ضعف جسمه وتغير لونه
وعندما سمعت زوجة عكرمة بما حدث لزوجها الوالي المعزول
يا خُزيمه ما هكذا يُجازي جابر عثرات الكرام
فانتفض خُزيمة مفزوعاً قائلاً : هل هو عكرمه ؟ يا ويلتاه وهرول الي السچن دون ان يسمع شئ آخر
وأخذ يفك الأغلال من عكرمه بيديه ويبكي
وعكرمه يسأله : ماذا حدث ولماذا تبكي ؟
قال خُزيمة : من كرمك وصبرك وسوءُ صنيعي
فأمر له بالكساء والغذاء وعندما استوى عوده قال له : هيا معي الي خليفة المسلمين
فلما رآهم الخليفة بن عبدالملك قال : ما الذى أتى بك يا خُزيمة وانت حديث عهد بالولاية ؟؟
قال : أتيتك ب جابر عثرات الكرام وأظنك كنت متشوقاً لمعرفته
فاندهش بن عبد الملك وقال : هل هو عكرمه ؟ خبت يا بن عبد الملك وتعجلت لقد اخجلتنا بطيب صنيعك وصبرك يا جابر عثرات الكرام
وظلا واليين مع بعضهما حتى توفاهما الله
من كتاب ( المستجاد من فعلات الأجواد)
للتنوخي