حكايه الرجل الصالح
وظل ينتظر حتى حل المساء و فرغت القاعة و صرف الملك الحراس و لم يبقى غيره مع الملك و الملكة فتملكه الخۏف و لم يعرف كيف سيكون مصيره ..
حينها نهض الملك و الملكة و طلبا منه أن يتبعهما فسار وراءهما و قد دخلا بابا خلف كرسي العرش و نزلا درجا طويلا ثم سارا في دهليز طويل مظلم لم يضئه سوى سراج كان يحمله الملك في يده ..
ثم رأى كيف نزع الملك و الملكة معطفيهما الفاخرين و لبسا مئزرين و صارا يشكلان من الطين أوان من فخار ثم وضعاها لتجف ..
ثم قام الملك و الملك و غطا وجهيهما و حملا أوان كانت قد جفت من ايام سابقة و طلبا منه البقاء حتى يرجعا ..
قال الملك كنت وليا للعهد و في الليلة التي ماټ فيها أبي هربت من القصر مع زوجتي زهدا في الملك و خوفا من فتنة التاج و السلطة ..
و لكن و بينما نحن في الطريق فكرت أن من سيحكم قد لا ېخاف الله في الناس فقررت أن أعود و حافظت على المظاهر التي ألفها الناس في الملوك على أني آليت على نفسي أن لا أكل الا من عمل يدي و أن لا أنام في فراش الحرير فأصبحت و زوجتي كما ترى ملكا يحاول أن يحكم بالعدل في النهار و فخارا يسكن كوخا في الليل نظل و وزوجتي نعبد الله حتى يطلع الفجر ..
و دعا له الله تلك الليلة أن يغفر له سوء نفسه فعرف أنه فوق كل ذي علم عليم و أن الغرور آفة النفوس ..
و ظل معهما يتعبد و يدعو و يبكي ذنبه حتى طلع النهار و قد عادت غمامته ..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ما ظهر منها و ما بطن ..