حكايه الرجل الصالح

موقع أيام نيوز

وظل ينتظر حتى حل المساء و فرغت القاعة و صرف الملك الحراس و لم يبقى غيره مع الملك و الملكة فتملكه الخۏف و لم يعرف كيف سيكون مصيره ..
حينها نهض الملك و الملكة و طلبا منه أن يتبعهما فسار وراءهما و قد دخلا بابا خلف كرسي العرش و نزلا درجا طويلا ثم سارا في دهليز طويل مظلم لم يضئه سوى سراج كان يحمله الملك في يده ..
ثم وصلوا الى سلم فصعدوه فاذا هم في كوخ حقېر فتعجب عجبا بالغا مما يرى و لم يفهم شيئا ..
ثم رأى كيف نزع الملك و الملكة معطفيهما الفاخرين و لبسا مئزرين و صارا يشكلان من الطين أوان من فخار ثم وضعاها لتجف ..
ثم قام الملك و الملك و غطا وجهيهما و حملا أوان كانت قد جفت من ايام سابقة و طلبا منه البقاء حتى يرجعا ..
بعد ساعة عادا حاملين معهما خبزا و زيتا و ملحا فأكلوا جميعا و حمدوا الله أما هو فلم يعد يطيق صبرا فسألهما عن خبرهما فقد رأى عجبا
قال الملك كنت وليا للعهد و في الليلة التي ماټ فيها أبي هربت من القصر مع زوجتي زهدا في الملك و خوفا من فتنة التاج و السلطة ..
و لكن و بينما نحن في الطريق فكرت أن من سيحكم قد لا ېخاف الله في الناس فقررت أن أعود و حافظت على المظاهر التي ألفها الناس في الملوك على أني آليت على نفسي أن لا أكل الا من عمل يدي و أن لا أنام في فراش الحرير فأصبحت و زوجتي كما ترى ملكا يحاول أن يحكم بالعدل في النهار و فخارا يسكن كوخا في الليل نظل و وزوجتي نعبد الله حتى يطلع الفجر ..
بالأمس اتاني في المنام من يخبرني بخبرك و صفتك فارسلت حارسين ليأتيا بك ..
و دعا له الله تلك الليلة أن يغفر له سوء نفسه فعرف أنه فوق كل ذي علم عليم و أن الغرور آفة النفوس ..
و ظل معهما يتعبد و يدعو و يبكي ذنبه حتى طلع النهار و قد عادت غمامته ..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ما ظهر منها و ما بطن ..

تم نسخ الرابط