قصة حقيقية مؤثرة جداً :
فلماذا عندما يقبّل أحدكم ولده ينظر إلي نظرة كالخڼجر المسلول ليطعن بها قلبي ، وكأنكم تقولون تعلم الحب والحنان ، وافهم كيف ينبغي أن يتعامل الآباء مع الأبناء ..
أولادي هذا ليس زماننا ولا يمكن أن يرجع شيء فات أوانه ، فلا تُعلّموا شيخاً مالم يعد ينفعه ..
وإنا دخيلكم أطلبكم العذر والسموحة ..
وإلا أنا أمامكم الحين ، وتلك عصاتي ، وتلك جنبيتي ، فاقتصّوا مني الآن ولا ټعذبوني بنظراتكم تلك .
يخبرني بالقصة أصغر أولاده الذي هو ياسر وهو الآن أب لثلاثة ، ولدين وبنت ..
فيقول ياسر : كلنا تأثرنا برسالته وذهبنا نقبل رأسه ويديه وقدميه وأجمعنا كلنا بأنه لولا الله ثم تربيته لنا لما كنا رجالاً ناجحين ..
ثم يقول ياسر :
عندما ذهبت إلى السرير لأنام ظلت كلمات والدي ترن في أذني وتؤلمني في قلبي ، وحينها أجهشت باكياً بكاءً مراً فكتبت لأبي قائلاً :
أبي الحبيب ..
قد تكون أدركت جزءاً من نظراتنا لك حين نحتضن أولادنا وهذا دليل فطنتك ، ولكن لا يعلم الغيب إلا الله ..
فوالله إني أنظر إليك وأقول ماذا لو قبّلني أبي الآن ؟!
فأنا وإن كنت كبرت وأصبحت أباً وخالط الشيب سواد شعري ، فهذا لا يعني أني لا أحتاج لحضنك الدافئ وقبلاتك الحارة !!
فهل لي بحضن واحد وقبلة ؟!
وأرسلها إلى جوال أبيه ونام .
وعند الفجر خرج ياسر من غرفته لأجل أن يصلي فوجد أباه واقفاً على عكازه عند الباب ويقول له باللغة العامية :
تعال يابوي أضمك إلى صدري ..
ما حسبت الضړب بيشب جمري ..
إن كان أني أصبت فلله درّي ...
وان كان أني غلطت فلك عذري ..
ما تدري عن غلاك لكن أنا أدري ..
أنت الروح والكبد وحزام ظهري ..
تعال ياسر أضمك وخذني لقبري ..
وضمھ إلى صدره وقبّله وبكى الإثنان ، وخرجت زوجة ياسر وبكت بكاء شديداً لأجل هذا المنظر المؤثر ..
وماهي إلا دقائق حتى شهق الاب شهقة طويلة ووقع على الأرض وتوفي !!
حاولوا أن يسعفوه لكن جاء أجله .
رحم الله هذا الوالد العظيم .
العبرة :
فترفقوا يا أبناء بوالديكم وقد يكون لديهم ما يقولون ولكن لا يستطيعون البوح كما فعل هذا الأب
فانسوا أي ماضٍ مؤلم
وتذكروا أن لهم فضلاً ولو لم يربوكم
فكيف وهم من وقف على مصالحكم حتى أصبحتم رجالاً راشدين وأمهات
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارحمهم كما ربونا