يحكى أنّ تاجرا كبيرا لم يرزقه الله
يحكى أن تاجرا كبيرا لم يرزقه الله إلا بولد واحد إسمه حسن وفرح به ومن شدة حبه ودلاله كان دائما يقول له لا تأكل سوى العسل ولا تلبس سوى الحرير وإذا تزوجت امرأة فكتفها بالحبال إن لم تطعك!!! مضى الزمن وماټ ذلك التاجر وترك لإبنه من الدكاكين والذهب ما يكفيه العمر كلهلكن حسن لصغر سنه وطيشه نفذ ما قال له أبوه وصار يعيش أحسن حياة ولا ينام إلا علي الحرير وريش النعام وكل مرة يتزوج امرأة ويسمع كلمة لا تعجبه يكتفها وينزل فيها ضړبا بغصن زيتون حتى تهرب المسكينة عند أهلها وهي تتشفع منه ثم تطلب الطلاق وكان لا يرحم شيخا ولا فقيرا وكل همه الأكل والشرب والراحة حتى كرهه الناس.
وذات يوم مرت عليه أرملة ومعها إبنها الصغير وكان جالسا في دكانه المليئ بالخيرات من جوز ولوز وحلوى فمد الصبي يده وأخذ لوزة فافتكها منه وأرجعها إلى الكيس فوقفت المرأة ودعت عليه بأن يفقر فضحك وقال أنا أغنى تاجر في هذا البلد وستموتين دون أن تفرحين بذلك !!! قالت ويلك من عقاپ الله يأتيك من حيث لا تعلم !!! لكنه طلب منها أن تنصرف قبل أن يرسل لها عبيده لتأديبها فانصرفت وهي تبكي لكن كل دمعة من دموعها تحولت إلى حشرة صغيرة دخلت إلى دكانه وباضت .ولما كبرت بدأت تأكل كل ما تجده وإنتقلت إلى دكاكينه الأخرى التي تبيع القماش والزرابي فأتلفتها ولم ينفع شيئ في القضاء عليها وكان يتعجب لماذا لا تدخل الحشرة لدكاكين بقية التجار الذين بجواره وسمع به الناس وأصبحوا يتجنبون المجيئ إليه وكسدت تجارته ولم يجد من حل سوى بيع كل شيئ بأبخس الأثمان ومغادرة السوق وهو يجر أذيال الخيبة
وصار كلما كان يعمل شيئا يخسر فيه وكثرت ديونه عند ذلك باع القصر ولم يمض وقت طويل حتى ساءت حاله ولم يعد يجد ما يأكله .أحد الأيام كان يدور في السوق وقد إشتد به الجوع فوقف عند عربة تبيع التفاح ولما مد يده ليسرق واحدة إلتفتت البائعة فإذا بها الأرملة