منذ فترة طويلة عاش عند سفح جبل إحدى القرى
وسارع يحملها إلى أسفل الطريق الذي غمره ظلام دامس إلا من ضوء القمر الذي راح يسترشد به الطريق حتى تفاجأ بوجود كوخ صغير لم ينتبه له حين صعد الجبل بسبب كثرة الأشجار المحيطة به ، فدلف من بابه الذي وجده مفتوحاً ليقف مع عجوزه وسط مطبخ الكوخ ، أنزل أمه برفق وهو يتفحص المكان الذي وجد فيه مخبأً سرياً ، هناك أخفى الابن والدته وزودها بكل ما تحتاجه ومكث يراقب باستمرار خشية أن يتم اكتشافها ، مر الوقت سريعاً وكان قد بدأ يشعر بالأمان فتركها على أمل الرجوع لها لاحقاً
، لكنه تفاجأ بقرار آخر للحاكم غير معقول يقضي بان يقدم شباب مدينته له حبلاً من الرماد وإلا نالهم منه عقاباً لا يتصوروه .
ارتجفت المدينة بأكملها من قرار الحاكم هذا عاش الناس فيها محڼة كبيرة فكيف يصنعون له حبلاً من رماد ؟ هذا الأمر نقله الابن لأمه التي أخفاها عن عيون الحاكم الظالم والتي قالت له : " انتظر! سأفكر فيه
في اليوم الثاني قالت له ما يجب القيام به :
"إصنع حبلاً من القش بصورة ملتوية ثم ضع على امتداده صفاً من الحجارة المسطحة واحرقه في ليلة عاصفة شديدة الريح ، ستجد أن الڼار والريح قد صنعا لك حبلاً من رماد " .
دعا المزارع الناس وعلمهم كيف يصنعون ذلك استرشاداً بما علّمته له والدته العجوز ، دهش الحاكم وبدا أكثر سروراً مُشيداً بما صنعه الناس ، لكنه طالب بمعرفة كيف توصلوا لها فجيء بالفتى المزارع الذي بكى بين يديه وقص عليه بما علمته أمّه العجوز ، أطرق بعدها الحاكم برأسه إلى الأرض متأملاً في صمت وأخيراً رفع رأسه قائلاً :
" إن الحكمة تحتاج فعلاً لذوي الخبرة من كبار السن أكثر مما تحتاج إلى قوة الشباب "
ومن وقتها تم إلغاء القانون القاسې بالتخلص من كبار السن ومن بقية الأحكام والقوانين الجائرة ، القصة أصبحت إحدى الأساطير اليابانية الخالدة التي يتحدث بها الناس حتى يومنا هذا .