الذي كتبه الله لك دينار في اليوم لا يزيد مليما ويجب أن ترضى برزقك وتحمد ربك على ما أعطىوسأمنحك الآن ثلاثة دنانير أجرة الأيام التي إشتغلتها !!! أخذ خليفة المال ورجع إلى قريته وهو يفكئر ماذا سيفعله بهذا القدر القليل الذي لا يغني ولا يسمن من جوع . ولما نزل السوق تعجب لما وجد اللحم رخيصا على غير العادة والناس تشتري وتملأ القفاف إلا الفقراء مثله الذين كانوا ينظرون للجزارين ثم يمرون وعلى وجوههم الأسى وقف خليفة أمام دكان جزار وقال ثلاثة دنانير تكفي لشراء قطعة لحم لكن ماذا سنطبخ بها فليس لنا شيئ في الدار وفي الأخير أخذ قليلا من القديد و في طريقه اإشترى الخضار والشاي وقرطاس حلوى .
لما رجع إلى داره إستراح على حصيرة وطبخت له إمرأته كسكسي بالقديد فأكل الجميع حتى شبعوا وفي الغد سمع أن كل من أكل من ذلك اللحم الرخيص قد مرض وأن صاحب الخرفان باعها للجزارين بثمن بخس ليتخلص منها لما إكتشف أن حالتها سيئة فحمد الحمال الله أنه لم يرجع بالذهب وإلا لمرض مع عائلته وربما ماتوا ثم ذهب وعمل في السوق كالعادة بدينار لكن البضاعة كانت كثيرة والناس في بيوتهم مرضى لذلك فالتجار يعطون ما يبقى للفقراء وصار خليفة يرجع لداره كل يوم بقفة كبيرة فيها الخيرات السبعة .
لقد بقي رزقه دينار كالعادة لكن الله قدر له الأسباب ليأكل ما يشتهيه وكل مساء صار يطبخ براد شاي بالنعناع ويجلس مع إمرأته في السقيفة ينظران إلى الصغار يلعبون ويأكلون الحلوى فأحس بالنعمة التي هو فيها رغم رزقه القليل ولما سألته إمرأته وماذا سنفعل لما يشفى أهل القرية هل سنرجع إلى أيام الحرمان أجابها ومن كان يتوقع أننا سنعيش أياما جميلة الله لا يترك عباده الشاكرين للنعمة وسيجعل لنا دائما أسبابا لنفرح نحن وأطفالنا والحمد لله على ما أعطى وقدر أجابته المرأة الحمد لله هات كأس الشاي لأملأه لك يا سي خليفة !!! ضحك الرجل وقال آه من النساء إذا حملت لهن القفة العامرة جعلوك سي فلان ...
إنتهى وشكرا عن المتابعة