يحكى عن تاجر في البصرة إسمه بهاء الدين

موقع أيام نيوز


الناس وبين قومها بينما كان زوجها غريبا فإنها تكبرت عليه ظنا منها أنها أحسن نسبا منه كانت تتحكم في كل تصرفاته وهو لا يعارضها في شيء لأنه يعشقها ويهواها أما حموها فقد كانت تستخف به وتقلل من شأنه وسرعان ما بدأت تضجر منه وتتضايق فبعد أن كانت تجمعهما نفس المائدة أصبحت تعايره بعدم إتقانه لآداب الطعام وقالت أنه يسد عليها شهية الأكل فوضعوه وحيدا وكل مرة ينقلونه من غرفة إلى أخرىوهو صابر على ذلك .

وفي النهاية لم يعودوا يطيقون رؤيته فرموه في الإسطبل. مع البغال والحمير وصار الخدم ينقلون طعام الشيخ إلى ذلك المكان
وكان الشيخ لا يفعل شيئا سوى قضاء كامل اليوم حذو حصانه وكان الإبن يبالغ في دلاله ويعطيه أحسن أنواع الشعير وشيئا من الخضار الجزر والخيار والفجل ويغطيه بلحاف جديد . وقال بهاء الدين في نفسه لقد أصبح حال الدواب أحسن مني وكان التاجر كلما إشتهى خضارا أخذ من آنية الحصان وأكله .وعندما يبرد في الليل يسحب عنه لحافه الدافئ ويتدثر به وكان دائما يدعو لإبنه بالهداية .
حملت زوجة الإبن وأنجبت له ولدا كبرالغلام حتى بلغ عشر سنوات . وكانت الزوجة تزداد كرها لحموها حتى ما عادت تحتمل رؤيته رغم أنه صار خارج البيت فما عادت ترغب في وجوده حتى في الاسطبل. إذ كانت تخجل عند زيارة الناس للبيت ومشاهدتهم لذلك الشيخ القذر مع البهائم ولا تعرف ما تجيبهم عندما يسائلونها من هو ذلك المتشرد ولماذا لا تحسنين إليه لوجه الله 
حتى أتت زوجها يوما قائلة ما عدت أرغب في وجود أبيك في المنزل سألها ما العمل إذا إنه أبي أجابته لا يهمني اطرده من هنا وإلا أخذت إبني وغادرت المنزل !!! قال لها لا تقلقي سأتصرف معه .ولأنه كان طيعا خاضعا ذليلا لها قصد أباه قائلا أنا آسف يا أبي لن تبقى في هذا المنزل بعد الآن إندهش الشيخ وسأل لماذا ألم يكفك ما آل إليه حالي بكى وترجاه أن يرحم شيخوخته على الأقل هنا يعيش بكرامته ولا يضطر إلى طلب الإحسان من الناس .
لكن الإبن رد عليه أخرج حالا ولا تجبرني أن آمر العبيد برميك في الشارع !! قال الشيخ مستعطفا بربك كيف سأحيا وأنا غريب هنا نظر الإبن إلى السماء وقال الله من سيرعاك على الأرض آلاف مثلك أحياء لست وحدك في هذا الظرف!! رد الشيخ كما تشاء لكن أعطيني بعض المال أتدبر به شأني !!!قال الإبن لا أستطيع يا أبي فالأمر والنهي بيد زوجتي وهي تسألني عن كل درهم أنفقه !!!
نظر الشيخ إلى إبنه وقال له ليتك سمعتني عندما قلت لك لا تتزوج إلا ممن يعرف قيمتنا لقد إفترقنا ونحن أحياء ودخل بيننا الغريب
 

تم نسخ الرابط