كان في دمشق ايام العصر العثماني
كان في دمشق ايام العصر العثماني رجل واسع الثراء، ومن كبراء الشام واعيانها، وفي يوم من الايام اقام وليمة كبيرة دعا اليها كبار التجار والاقطاعيين والمسؤولين الحكوميين.
في تلك الاثناء اقبل شاب رث الثياب سيء الهيئة، واخذ يزاحم الحاضرين الى ان جلس بينهم وبدأ بتناول الطعام، فقام احد الخدم ونهره وقال له بحزم: قم واجلس هناك وكل معهم، واشار بيده الى مجموعة من الخدم والعبيد في احد زوايا البيت.
نظر الشاب الى الخادم نظرة باردة ثم استمر في تناول الطعام وكأنه لم يسمع شيئا، فڠضب الخادم واراد ان ينهره مرة أخرى الا ان الرجل الثري اوقفه بعد ان رأى ما جرى ثم امر الخادم بالانصراف وقد اخذ ينظر إلى الشاب باهتمام كبير.
بعد الوليمة امر الخدم بان يحتجزوا الشاب ويمنعوه من الذهاب حتى يذهب جميع المدعوين، وبعد ان ذهبوا امر باحضار الشاب ليقف بين يديه وهو جالس بين بعض اقاربه واصحابه، وسأله عن تصرفه وجرأته بما فعل.
نظر الشاب بتعجب للرجل وقال له: ماذا كان سيقول الحضور وهم يرون رجلا قد قام من بينهم وجلس بين الخدم؟!!!
تعجب الرجل الثري من الرد وقال: خشيت على سمعتنا من ان تقوم ولم تخشَ على سمعتنا من رؤيتك بهذا المظهر بين الكبراء والاعيان؟!!!!!!
قال الشاب: اي الضررين اقل من الاخر؟ مكوث السکين في الجسد ام انتزاعها منه بلا اشراف خبير؟
اخذ الحضور ينظرون إلى بعضهم البعض بتعجب شديد، حتى ان احد الحاضرين ضحك وقال: ليت الخدم عندنا يحملون شيئا من وعيك، فرد عليه بسرعة: حينها لن يعودوا خدما عند احد.
نظر الرجل الثري الى الشاب پغضب شديد وقال: من انت وما قصتك يا فتى؟!!!!!!!!!
قال الشاب: كان حقا ان تسألني منذ البداية، ولو سألتني لاجبتك، ولكن سؤال متأخر يفوت عنه جوابي.