كان في قديم الزمان على طريق الهند

موقع أيام نيوز

الصبر . ذهب هذا الرجل ووعد المسافر بالرجوع في اقرب فرصة ممكنة ومن ثم ركب فرسه وتوجه نحو بغداد مسرعا .
ولما وصل بغداد سال عن بهلول فقيل له انه في المسجد دخل المسجد وسلمن على بهلول ثم قص عليه خبر المسافر المسكين.
استأجر الرجل لبهلول فرسا واستصحبه الى موضع المنزل المذكور فسار سيرا حثيثا حتى وصلا قريبا من المنزل قال بهلول للرجل انزل واذهب مسرعا ثم قل لهم بان قاضي بغداد في الطريق وقد وعدني بالمجيء عن قريب
نزل الرجل وفعل ما أوصاه بهلول به فأخذ الحاضرون ينتظرون قدوم القاضي.
لم يمض وقت طويل على مجيء القاضي الذي لم يكن سوى بهلول ... وحيث ان احدا من الحاضرين لم يكن يعرف بهلول لم يحصل الشك لاحد انته هو القاضي حقا ام لا !!
ولما دخل بهلول استقبله سيد القوم وصاحب المنزل وادخلوه معززا محترما الى المنزل.
ولما جلس بهلول في الموضع الذي اعدوه له قال قصوا الخبر فاني عازم على العودة الى بغداد سريعا لقضاء ما ينتظرني من أعمال
تكلم صاحب المنزل وشرح الحال بسرعة ثم قال فهل يعطيني حضرة القاضي في الحق في ذلك أم لا
تنفس بهلول نفسا عميقا ثم قال إني اعتذر منكم جميعا خصوصا من سيد القوم وكذلك من صاحب المنزل
قال سيد القوم وصاحبه لماذا يا حضرة القاضي
قال بهلول اعتذر من التأخير في المجيء فاني مضافا الى عمل القضاء مشتغل بعمل الزراعة وقبل أن آتيكم بساعة جاءني عمال مزرعتي وطلبوا مني بذرا ليزرعوا القمح وحيث اني كنت قد سمعت ان بذر القمح لو فار بالماء الحار يزرع ثم يعطي ثمرا كثيرا فاشتغلت بوضع القمح بالماء الحار ولذلك فاني اعتذر من التأخير
ضحك سيد القوم مما سمعه من بهلول وقال في نفسه انه لقاض مچنون اذ هل يمكن وضع بذر القمح في الماء الحار وتفويره !
وضع صاحب المنزل الذي اصابه الدوار في راسه يده على شاربه وقال ان هذا لشيء عجاب
قال بهلول كلا كلا لا عجب في مثل بلد تحتضن دجاجة مشوية البيض ثم يخرج بعذ لك منها الفراخ فلا عجب اذن من بذر القمح الذي يفور بالماء الحار ان يعطي ثمرا
فلما سمع الحاضرون جواب بهلول اعطو الحق للمسافر وخاف سيد القوم ان ينكشف امره بتآمره مع صاحب المنزل وحاول ان يدفع عن نفسه الشبهة فقال الحق مع القاضي اذ كيف يمكن للدجاجة المشوية ان تحتضن البيض ويخرج منها فراخا !
نكس صاحب المنزل رأسه الى الارض من دون ان يتفوه بشيء وبذلك تخلص المسافر المسكين من هذه الورطة ودفع ثمنا يسيرا ازاء مبيته وعشائه .
ثم توجه بهلول الى بغداد راجعا وكان في ذلك عبرة ودرسا لكل من وسوست له نفسه بخداع الآخرين من المغفلين .
قصة
 

تم نسخ الرابط