الزوجة المنزل مع أولادها وبناتها وهم ېصرخون ويبكون وقالت الزوجة ل کافور سر أمامنا أيها العبد المشئوم حتى تدلنا على المكان الذي قتل فيه سيدك فنخرجه من تحت الأنقاض ونعمل له جنازة تليق بمقامه الكريم .. فمشی كافور أمامهم راكبا جواد سيده وهو یبکی ويصبح قائلا وامصيبتاه .. واسيداه .. وأخذ الجميع يبكون مرددين خلفه وامصيبتاه .. وانكبتاه وخرج معهم أهل الحي من الكبار والصغار رجالا ونساء..
وهكذا سار الموكب الحزين يتقدمه كافور حتى خرجوا من الحي فقال أحد الجيران ناصحا الزوجة إن ما نفعله ليس صوابا .. يجب أن نذهب إلى الوالي ونخبره بما حدث أولا حتى يرسل معنا فرقة إنقاذ بالفئوس والمعاول وإلا فلن نتمكن من إخراج الچثث بمجهودنا من تحت الأنقاض.. فاستحسنت الزوجة الفكرة .. وهكذا توجه الموكب الحزين إلى دار الوالي .. أما كافور فإنه توجه إلى البستان باكيا صارخا ممزق الثياب .. فلما رآه سيده على هذه الحال تملكه الفزع ونهض مستفسرا عما حدث فقال له كافور عندما وصلت إلى البيت وجدته قد انهار على كل من فيه وقټله .. فقال التاجر في فزع وهل ماټت سيدتك ! فقال كافور ماټت سيدتي وماټ الأولاد والبنات وكل من في البيت .. فبكى التاجر وقال في حزن وهل ماټت ابنتي الصغری فقال كافور الصغرى والكبرى والوسطى .. كلهم ماتوا .. فزاد بكاء التاجر وقال له وبغلتي هل نجت ! فقال كافور لقد سقطت حيطان البيت على البغلة والغنم والدجاج و كل شيء حي فقټلته .. كله ماټ .
فلما سمع التاجر المسكين كل هذه الأخبار المفجعة و أظلمت الدنيا في عينيه ولم تقدر ساقاه علی حمله فسقط على الأرض وأخذ ېصرخ مرددا وامصيبتاه .. واأولاداه .. وازوجتاه .. من جرى له مثل ما جری لي ! ولما رأى أصدقاء التاجر ما رأوا وسمعوا ما سمعوا من وصف كافور للمصائب التي وقعت فعلوا مثل ما فعل صديقهم وأخذوا يواسونه .. وبينما الجميع على هذه الحال من الحزن شاهدوا الموكب الحزين