رجل عرف ربه
به الرجل الصالح وقال له
هذا بكاء لا ينفع فإن قلبك يمتلئ بالاعتراض وأنت لاتبكى اتهاما لنفسك بل تتهم العدالة الإلهية فى حقك
قال الرجل لا أفهم!!
قال الصالح هل ترى أن الله كان عادلا فى حقك
قال الرجل لا أدرى
قال الصالح بالضبط إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك وبهذا قلبت الأمور فجعلت الله مذنبا وتصورت نفسك بريئا وبهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوبا جديدة فى الوقت الذى ظننت فيه أنك تحسن العمل
قال الصالح لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذابا أكبر ولعرفت أن الله الذى ابتلاك لطف بك ولكنك اعترضت على ما تجهل واتهمت ربك بالظلم فاستغفر وحاول أن تطهر قلبك وأسلم وجهك فإنك إلى الآن ورغم حجك وصومك وصلاتك وتوبتك لم تسلم بعد
قال الرجل كيف ألست مسلما!
قال الصالح تقولها بلسانك ولا تقولها بقلبك ولا تقولها بموقفك وعملك
قال الرجل كيف
قال الصالح إنك تناقش الله الحساب كل يوم وكأنك إله مثله تقول له استغفرت فلم تغفر لى سجدت فلم ترحمنى بكيت فلم تشفق على صليت وصمت وحججت إليك فما سامحتنى أين عدلك
التوحيد أن تكون إرادة الله هى عين ما تهوى وفعله عين ما تحب وكأن يدك أصبحت يده ولسانك لسانه التوحيد هو
أن تقول نعم وتصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا لأنه لا إله إلا الله لا عادل ولا رحمن
فبكى الرجل وقد أدرك أنه ما عاش قط وما عبد ربه قط
قال الصالح الآن عرفت فالزم وقل لا إله إلا الله ثم استقم قلها مرة واحدة من أحشائك
فتضوع الياسمين وانتشر العطر وملأ العبير الأجواء وكأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض
وتلفت الناس وقالوا من هناك من ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عطر
قال الرجل الصالح بل هو رجل عرف ربه
لا تقرأ وترحل رجاء أضغط لايك وعلق ب '' الله '' ليصلك كل جديد
ولا تنسونا من صالح دعواتكم