كان في بغداد تاجر من تجار الكرز
المحتويات
فما بكيت واحتسبته عند الله وأنا الآن أبكي من أجل فلسين فلا يغتر أحد بالغنى ولا يهزأ أحد بالفقر فربما افتقر الغني وأثرى الفقير
قال صف لي زنارك
فقال له يا رجل أتركني وحالي أتسخر مني وأنت ترى ما أنا فيه من الفقر والآلام والقيام في المطر
ومشى وهو يتجه بقلبه إلى الله وحده يرجو منه الڤرج وشعر التاجر بقوة خفية تدفعه ليلحق بالرجل فركض وراءه وقال له قف فحسبه سيعطيه شيئا فوقف فلما وصل إليه قال له صف لي زنارك فوصف له فعرفه أنه ذاته الخراساني الذي كان يتعامل معه فسأله أين امرأتك فأخبره عن مكانها في الفندق فبعث من جاء بها وأدخلها إلى أهله وأحضر لها القابلة وعني بها وأدخل الرجل الحمام وبدل ملابسه
بنفسه حتى لا ېقتله الفرح وصار يقدم له كل يوم عشرة دنانير من ذهب والرجل متعجب من هذا الكرم ولما انقضت أيام قال له قص علي قصتك
فقال كنت في نعمة واسعة ومال كثير وكنت أحج كل سنة وأجيء بتجارة عظيمة أعود بها بأرباح طائلة فجاء لي أمير بلدي في إحدى السنين وقال إنك معروف بالأمانة وأعهد إليك بأمر لا يقوم به غيرك عندي قطعة ياقوت لا مثيل لها وليس هناك من يشتريها أو يعرف قدرها ولا تصلح إلا للخليفة فخذها معك فبعها لي في بغداد جعلتها في زنار صفته كذا وكذا وجعلت معها ألف دينار وربطته في وسطي فلما جئت بغداد نزلت أسبح في الجزيرة عند سوق يحيى وتركت الزنار مع ثيابي بحيث أراهما فلما صعدت وقد غربت الشمس لبست ثيابي ونسيت الزنار ولم أتذكره إلا في اليوم التالي فذهبت لأحضره فلم أجده وكأن الأرض ابتلعته فهونت المصېبة على نفسي وقلت أنا رجل غني ولعل قيمة الحجر خمسة آلاف دينار أؤديها من مالي
بعت أملاكي وتجارتي وأثاث بيتي ولم أتخلص منه ثم قبض
متابعة القراءة