أعجب أحدهم بجارته

موقع أيام نيوز

وصارت بحاجة إلى من يرعاها ويقوم بشؤونها ولكنه تأفف من ذلك فرغم أنه الرجل صاحب الثروة الكبيرة والجاه العظيم إلا أنه بخل على أمه بأن يجعل لها خادمة تقوم برعايتها وتضايق من أمه وفكر في وسيلة تريحه منها فهو لا يطيق حتى أن ينظر إليها ودفعه تفكيره إلى أن يودعها في دار العجزة.
فتبا له من ولد عاق كيف هانت عليه أن يودعها دار العجزة أين السهر أين المعاناة أين الصبر أين الحنان... لقد ذهب كل هذا أدراج الرياح أمك التي بذلت كل ما في وسعها من أجلك يكون هذا جزاءها من ولدها الوحيد! فتبا لك ألف مرة.
وذهب مرة لزيارة أحد أصدقائه ليبث له شكواه وقال لصديقه وهو يندب حظه العاثر تصور يا أخي ما أن أودعت والدتي دار العجزة ورعاية المسنين حتى لامني الكثير من الأهل والأقارب والبعيد والقريب ممن أعرفهم فأجابه صديقه مندهشا ماذا تقصد بوالدتك التي أودعتها دار العجزة! هل هي أمك التي حملتك أمك فلانة التي ربتك صغيرا ورعتك كبيرا أم لديك أم غيرها! قال بل هي أمي فلانة!! فما العجب في ذلك وقد افتتحت الحكومة هذه الدار لأمثالها.
فقال صديقه يا سبحان الله... اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا... هل ضقت بوالدتك ذرعا وأنت صاحب المال والجاه والثروة الواسعة والتي آلت إليك بسبب دعواتها لك بالتوفيق عد إلى رشدك يا رجل واستغفر الله واذهب لأمك وقبل قدميها واسأل الله التوبة والمغفرة واطلب الصفح منها وعد بها إلى البيت وهيئ لها من يقوم بخدمتها واعمل على سعادتها وراحتها أما إن كان الذي فعلته رغبة حرمكم المصون فلم أعلم أنك مطية بين الرجال بل عرفتك رجلا.
ولما سمع من صديقه هذا الكلام الصادق ضاق وهاج وماج وقال يا أخي إن كنت ستزيد من آلامي فأنا في غنى عن معرفتك فقال له صديقه هذا لا يشرفني من ابن عاق مثلك فصداقة أمثالك عار.
ومرت الأيام وأمه ملقاة في دار العجزة لا أحد يزورها وهي تعاني من آلام الكبر والمړض والقهر واشتد عليها المړض ولم يزرها مرة واحدة ونقلت إلى المستشفى ولم يرق قلبه لها وحثه أقرباؤه وأبناؤه لزيارتها وهي في المستشفى فأبى واستكبر وأخذته العزة بالإثم واشتد عليها المړض واقترب الوعد الحق وعلم العاق أن أمه تعاني سكرات المۏت فهل فاق وتاب وأناب... أبدا بل شد رحاله وغادر البلاد فجأة دون علم أحد وبعد أن تأكد أنها ودعت الدنيا بما فيها من مآس ودفنت في قپرها عاد راجعا ولكنه رجع ليجني ثمار ما زرع ويا شړ ما زرع لقد زرع العقوق والعصيان فماذا سيجني وماذا ستكون النتيجة لا شك أنه سيجني البؤس والشقاء.
لم تمر إلا أيام معدودة قبل أن
يجف قبر أمه تعرض فلذة
كبده وأحب أبنائه إلى قلبه إلى حاډث مروري مروع راح ضحيته الابن وكان هذا الحاډث عبارة عن خنجر غرس في قلب الأب ولم يمر عام على هذا الحاډث الأليم إلا ويتعرض ولده الثاني وساعده الأيمن في تجارته وأعماله لمرض عضال جعله ملازما للسرير وأخذه والده وجال في أرجاء العالم يبحث له عن شفاء ولكن دون جدوى ولحق الابن الثاني بأخيه وبقي الأب وحيدا فقد كسر جناحاه وساءت حالته النفسية وضاقت عليه الأرض بما رحبت وبارت تجارته وأخذ موظفوه يسرقونه وأخذ يجني ثمار زرعه وها هو يرى حياته تتصدع أمام عينيه وها هو يرى ما بناه يسقط أمامه دون أن يستطيع عمل أي شيء وها هي العقۏبة تطل عليه في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة والله أعلم بمصيره في الآخرة عاقبة عقوق الوالدين.

تم نسخ الرابط