أعجب أحدهم بجارته
وصارت بحاجة إلى من يرعاها ويقوم بشؤونها ولكنه تأفف من ذلك فرغم أنه الرجل صاحب الثروة الكبيرة والجاه العظيم إلا أنه بخل على أمه بأن يجعل لها خادمة تقوم برعايتها وتضايق من أمه وفكر في وسيلة تريحه منها فهو لا يطيق حتى أن ينظر إليها ودفعه تفكيره إلى أن يودعها في دار العجزة.
فتبا له من ولد عاق كيف هانت عليه أن يودعها دار العجزة أين السهر أين المعاناة أين الصبر أين الحنان... لقد ذهب كل هذا أدراج الرياح أمك التي بذلت كل ما في وسعها من أجلك يكون هذا جزاءها من ولدها الوحيد! فتبا لك ألف مرة.
ومرت الأيام وأمه ملقاة في دار العجزة لا أحد يزورها وهي تعاني من آلام الكبر والمړض والقهر واشتد عليها المړض ولم يزرها مرة واحدة ونقلت إلى المستشفى ولم يرق قلبه لها وحثه أقرباؤه وأبناؤه لزيارتها وهي في المستشفى فأبى واستكبر وأخذته العزة بالإثم واشتد عليها المړض واقترب الوعد الحق وعلم العاق أن أمه تعاني سكرات المۏت فهل فاق وتاب وأناب... أبدا بل شد رحاله وغادر البلاد فجأة دون علم أحد وبعد أن تأكد أنها ودعت الدنيا بما فيها من مآس ودفنت في قپرها عاد راجعا ولكنه رجع ليجني ثمار ما زرع ويا شړ ما زرع لقد زرع العقوق والعصيان فماذا سيجني وماذا ستكون النتيجة لا شك أنه سيجني البؤس والشقاء.
يجف قبر أمه تعرض فلذة
كبده وأحب أبنائه إلى قلبه إلى حاډث مروري مروع راح ضحيته الابن وكان هذا الحاډث عبارة عن خنجر غرس في قلب الأب ولم يمر عام على هذا الحاډث الأليم إلا ويتعرض ولده الثاني وساعده الأيمن في تجارته وأعماله لمرض عضال جعله ملازما للسرير وأخذه والده وجال في أرجاء العالم يبحث له عن شفاء ولكن دون جدوى ولحق الابن الثاني بأخيه وبقي الأب وحيدا فقد كسر جناحاه وساءت حالته النفسية وضاقت عليه الأرض بما رحبت وبارت تجارته وأخذ موظفوه يسرقونه وأخذ يجني ثمار زرعه وها هو يرى حياته تتصدع أمام عينيه وها هو يرى ما بناه يسقط أمامه دون أن يستطيع عمل أي شيء وها هي العقۏبة تطل عليه في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة والله أعلم بمصيره في الآخرة عاقبة عقوق الوالدين.