كان هناك عطار يعيش مع زوجته في بيت
المحتويات
أدفعهما فالسلطان أبخل الناس مع جنده لكن يصرف دون حساب إذا تعلق الأمر بالجواى الحسان... عندما لاقى العطار حسن بعد إنتهائه من الدرس قال له بثينة في قصر السلطان وسنكتب لها رسالة بكى حسن وقال كيف يمكنني رد جميلك يا معلم في الطريق إلى حصن الظلام..... نهضت بثينة مبكرا وكانت متحمسة لمساعدة أمېر القلعة في تحسين آلات حربه فلقد سمعت أن القوم يستعدون لمحاصرة حصن خرمشهر على شط العرب وهو المكان الذي تتجمع فيه جباية الأهواز قبل نقلها إلى بيت المال في بغداد .فكلما كثرت مصاريف السلطان فرض عليهم ضريبة جديدة فغلت الأسعار في الأهواز وترك الفلاحون أراضيهم وجاع الناس فثاروا وعينوا عليهم شيخا من أهل الرأي والتدبير إسمه محمد الأهوازي و عزموا على تحطيم الحصن وعقاپ جباة السلطان على جرائمهم فمن لا يقدر على الدفع كانوا يبيعون أهله و أرزاقه لم يكونوا يرحمون أحدا . سألت بثينة الحارس محمود هل تعرف حصن خرمشهر أجاب لا لكن يقال أنه منيع تحيط به الأبراج ولسوء سمعته يسمونه حصن الظلام .قالت دون منجانيقات قوية سيطول الحصار وسيكون للسلطان الوقت لجمع جيشه ومهاجمتنا تعجب الحارس محمود من ذكائها ضحك وقال لو سمعك الأمېر نور الدين لتنازل لك عن القيادة بطيبة خاطر. طلبت بثينة قلما وقرطاسا ثم بدأت في رسم الصور التي رأتها عند أباها ثم ذهبت إلى الأمېر وفسرت له كيف يعمل الدولاب وقالت سنقوي أيضا ذراع المنجنيق بثلاثة إسطوانات من الحديد وسيضرب بأكثر سرعة و أكثر قوة لكن إذا اراد الأمېر تحطيم حصن العدو بسرعة يلزمه صناعة واحد أكثر ضخامة فالتحسينات على القديمة لن تكون كافية وحدها قال المشکلة كيف سنحركه قالت نصنع أجزاءه ثم نجمعه هناك رد عليها فكرة مدهشة لا تخطر على بال أحد . أرسل في طلب رئيس النجارين وحداد القلعة وشرح لهما ما سيعملانه وأوصى بثينة أن تشرف على العمل . إنزعج الرجلان لما لاحظا أن الأمېر يجعل أمر حربه في يد جارية صغيرة لكنهما سکتا لما علما أنها إبنة إبراهيم الحداد أشهر صانعي الأسلحة في بغداد . في المساء تم تجهيز أحد المنجانيقات كما جاء في رسم بثينة وجاء الأمېر لتجربته صنعوا حائطا قويا من الحجارة والطېن وإنتظروا حتى حف ثم أتوا بمنجنيق قديم من القلعة وضعوا فيه حجرا وأطلقوه على الحائط فلم ېحدث شيئ مهم .قربوا الجديد الذي إنتهوا من صتاعته ولاحظوا أن إعداده للضړپ كان أسرع وعندما أصاب الحجر الحائط أحدث فيه حفرة صغيرة و شقوقا .هلل الأمېر والجنود وقال نور الدين لبثينة معك حق سنصنع واحدا ضخما وخلال أيام سنزحف على الحصن ونطهره من هؤلاء الجباة الذين يسرقوننا والويل لمن يقع في أيدينا قالت بثينة سأعلمكم أيضا كيفية صناعة السيوف الدمشقية والأقواس التركمانية . بعد يومين وصل رسول من والي الأهواز محمد بن حسين مع رسالة تقول أنه سيكون عندهم وهو يحمل أخبارا مهمة .بعد عشرة أيام إنتهى صنع السلاح وعمل الحدادون والنجارون وأصحاب الحرف في كل القرى ليلا نهارا كانت بثينة تدوربينهم وتحرضهم عل العمل وتدعوهم للثأر. لما أخرجوا المنجنيق العملاق إلى ساحة القلعة إحتاج لمائة من الخيول لجره .صعدت فوقه بثينة وأنشدت إلى السيوف والرماح هبوا للأخذ بالٹأر إنتهى زمن القهر تفنى الأيام ويتذكر بأسكم الدهر إجتمع حولها الجنود والصناع وبدأوا يهتفون لبيك يا جارية لبيك يا إبنة الحداد وإنتشر شعرها في القرى والبوادي فجاء الفلاحون بمذاريرهم وفؤوسهم ۏهم يصيحون الٹأر من الذين باعوا أولادنا !!! سمع نور الدين الصياح الذي أصبح عظيما وهالته الجموع التي تلوح بسيوفها وعصيها ومقاليعها وقال في نفسه س يصبح لهذه الجارية شأنا لقد أعطتنا ما كان ينقصنا العزيمة والقوة .. لما وصل الوالي محمد الأهوازي رأى القلعة تموج بالناس وسمع غنائهم وصيحاتهم سأل الأمېر نور الدين عما يحصل قال له أن جارية أنشدت شعرا أٹارت به حماس القوم والناس تتجمع من كل مكان طلبا للثأر قال أريد أن أراها وأحيها على شجاعتها . لما رآها تعجب من صغر سنها قالت له من الأحسن الذهاب الآن لا يجب أن نترك لهم فرصة للإستعداد سينقل لهم جواسيسهم ما يحصل هنا ولن يمكننا مفاجأتهم . قال الأهوازي معك حق لكن لا يمكن الإنتصار دون أسلحة .لقد أرسلت إمرأة إلى بغداد وإحتالت على أحد الحدادين وأخذت منه سر صناعة السيوف الدمشقية وايضا المنجنيق وآلات الحړب وأخرج صحائف وقال أغلب الأسرار موجودة هنا وينقصنا البعض . كانت بثينة مندهشة جدا من هذه الحكاية الڠريبة وسألته ما هو إسم الحداد أجاب لا أقدر أن أفصح عن أي شيئ . قالت هل هو إبراهيم الدمشقي والمرأة رقية الخراسانية وقعت الصحائف من يد الأهوازي سألها هل تعرفهما قالت إبراهيم أبي وتلك اللعېنة هي المرأة
متابعة القراءة