قال أبو الوليد بن هشام بن يحيى

موقع أيام نيوز

فقال خير يا أبا الوليد .. قلت إني قد رأيت منك شيئا وسمعت منك كلاما في نومك فحدثني بما رأيت ..
فقال أوتعفيني من ذلك.. فذكرته حق الصحبة قلت حدثني يرحمك الله فعسى الله أن يجعل لي في ذلك عظة وخيرا 
فحدثني .. عما رأى في منامه من قول رجلين له لم ير قط مثل صورتهما كمالا وحسنا يا أبا سعيد أبشر فقد غفر ذنبك وشكر سعيك وقبل عملك واستجيب دعاؤك وعجلت لك البشرى في حياتك فانطلق معنا حتى نريك ما أعد الله لك من النعيم .. وظل
سعيد يسرد ما رأى من القصور والحور وترحيبهن به والجواري حتى انتهى إلى سرير عليه واحدة من الحور العين كأنها اللؤلؤ المكنون فقالت له قد طال إنتظارنا إياك 
فقلت لها أين أنا قالت في جنة المأوى 
قلت لها ومن أنت قالت أنا زوجتك الخالدة 
قال فمددت يدي إليها فردتها بلطف وقالت أما اليوم فلا .. إنك راجع إلى الدنيا 
فقلت ما أحب أن أرجع 
فقالت لا بد من ذلك وستقيم ثلاثا ثم تفطر عندنا في الليلة الثالثة إن شاء الله تعالى فقلت فالليلة الليلة قالت إنه كان أمرا مقضيا ثم نهضت عن مجلسها .. ووثبت لقياهما فإذا أنا قد استيقظت 
قال هاشم فقلت يا أخي أحدث لله شكرا فقد كشف لك عن ثواب عملك 
فقال لي هل رأى أحد غيرك مثل ما رأيت منى فقلت لا فقال أسألك بالله عز وجل إلا سترت علي ما دمت حيا .. فقلت نعم .. فقال ما فعل أصحابنا 
فقلت بعضهم في القتال وبعضهم في الحوائج .. فقام وتطهر واغتسل ومس طيبا وأخذ سلاحھ وسار إلى موضع القاټل وهو صائم فلم يزل يقاتل حتى الليل وانصرف أصحابه وهو فيهم فقالوا لي يا أبو الوليد لقد صنع هذا الرجل شيئا ما رأيناه صنع مثله قط ولقد حرص على الشهادة وطرح نفسه تحت سهام العدو وحجارتهم وكل ذلك ينبو عنه 
فقلت في نفسي لو تعلمون شأنه لتنافستم في مثل صنيعه قال وأفطر على شيء من الطعام وبات ليلته قائما و أصبح صائما فصنع كصنيعه بالأمس وانصرف من آخر النهار فذكر عنه أصحابه مثل ما ذكروه بالأمس
حتى إذا كان اليوم الثالث وقد مضت ليلتان انطلقت معه وقلت لا بد أن أشهد أمره وما يكون منه فلم يزل يلقي نفسه تحت مكايد العدو نهاره كله ولا يصل إليه شيء وهو يؤثر فيهم الآثار وأنا أرعاه من بعيد لا أستطيع الدنو منه حتى إذا نزلت الشمس للغروب وهو أنشط ما كان فإذا برجل من فوق حائط الحصن قد تعمده بسهم .. فوقع في نحره .. فخر صريعا وأنا أنظر إليه فصحت بالناس فابتدروه
تم نسخ الرابط