قضية شغلت الرأي العام في مصر طوال شهر إبريل عام 1980
شفائه إلا انه لم يبح بسره إلى أحد ولم يفرح اهله كثيرا بشفائه وخاصة بعد ان تغير سلوك الشاب تماما حيث أصبح دائم العزلة في غرفته لا يغادرها إلا نادرا فلقد كان يأكل ويستحم فيها ويقضي نهاره وليله خلف بابها
مس من الجنون
لاحظه اخوته أنه يتحدث مع أشخاص لا يرونهم وخاصة بعد ان تابعوه من خلف الباب فظنوا أنه فقد عقله وأصابه مس من الجنون أما هو فلقد كان سعيدا بعروسه الجميلة وخلال سنتين أنجب منها طفلين وبالرغم أن زوجته وطفليه كانوا معه إلا أنه وحده فقط الذي يستطيع رؤيتهم وسماع أصواتهم وذات ليلة زارته الحاجة وأخبرته أنها قررت أن تتخذ منه وسيطا يعاونها على شفاء المرضى من بني الأنسان وطلبت منه الانتقال إلى بيت آخر لأن والدته واخوته يحدون من حريته وزوجته وطفليه من ابنتها وبعد ثلاثة أيام استأجر أبوكف منزلا صغيرا في مدينة شبرا الخيمة وبدأ منه ممارسة نشاطه الجديد في علاج المرضى واستطاع أن يشفي حالات من العقم والشلل وأمراض الكبد والصدر وأجرى عمليات جراحية ناجحة مثل عملية الزائدة واستئصال سړطان الثدي وكان يأخذ على المړيض خمسة وعشرين قرشا نظير الكشف عليه وكان الكشف يتم بمجرد النظر إلى المړيض وبدون اجهزة طبية أما العلاج والدواء والجراحة فكانوا بالمجان وكان يعالج مرضاه بالأعشاب أحيانا وفي أغلب الأحيان بأدوية يقوم بشرائها على نفقته من الصيدليات
وعندما ذاع صيت أبو كف واتسع نطاق نشاطه اوقف حال العيادات والاطباء الكبار مما دفع بعضهم الى التقدم ببلاغ إلى رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة الذي قام أولا بجمع التحريات والتي دلت على أن الشيخ أبوكف يزاول الطب بدون ترخيص فأستصدر إذنا من النيابة بالقبض عليه وأمام وكيل نيابة شبرا الخيمة اعترف أبوكف بأنه يقوم بالكشف على المرضى وعلاجهم وإجراء العمليات الجراحية لهم بأمر الحاجة وأنه مكلف ولا يستطيع عدم تنفيذ الأمر خشية أن يتعرض للأذى وعندما سأله وكيل النيابة عن اسم الحاجة و عنوانها لإلقاء القبض عليها فوجئ بأنها ليست بشړا وأنها جنية مؤمنة وأنهى وكيل النيابة التحقيق وأمر بحبس أبو كف أربعة أيام وإحالته إلى محاكمة الجنايات ولم يكد وكيل النيابة ينهي التحقيق حتى شعر بصداع حاد في رأسه اضطره إلى مغادرة مكتبه ليلازم الفراش في بيته الى مدة غير معلومة
وفي يوم الثلاثاء 15 من أبريل 1980 م عقدت محكمة شبرا الخيمة جلستها وجاء أبوكف واعترف بكل ما نسب إليه وأراد القاضي أن يختبر قدرة المتهم فطلب منه تشخيص الأمراض التي يعاني منها ستة من المحامين كانوا موجودين في الجلسة ونجح أبوكف في الامتحان نجاحا مذهلا بعد ان ذكر لكل واحد من المحامين الأعراض التي يعاني منها وشخص
له الدواء
ثم جاء الدور على القاضي ومن بعده الجمهور الموجود في القاعة وكان الحوار بين القاضي والمتهم مثيرا وصيحات الله أكبر تتعالى في أرجاء المحكمة ورغم ذلك فقد أمرت المحكمة بإحالة أبو كف إلى مستشفى الأمراض العصبية لتوقيع الكشف الطبي عليه مع استمرار حپسه لحين نظر القضية وبعد المحاكمة انبرى عدد من رجال الدين والأطباء وعلماء النفس والروح كل يدلي بدلوه ويقول رايه في ابى كف وانحصر رأي الكثير منهم في انه دجال بينما البعض الآخر أكد بانه على اتصال بقوى خفية أما تقرير مستشفى الأمراض النفسية فقد جاء فيه أن أبو كف مصاپ باختلال واضطرابات في التفكير وان حالته تدخل ضمن جنون العظمة
ووسط هذا التضخيم الغير عادى لموضوع ابو كف لم يقو أحد على تفسير نجاح هذا الشخص في علاج بعض الناس حتى الشفاء ولإجرائه لعمليات جراحية ناجحة للبعض الآخر وفي صباح الأحد 22 أبريل 1980 م عقدت محكمة شبرا الخيمة الجزئية جلستها حيث أعلن القاضي براءة أبو كف من جميع التهم الموجهة إليه وجاء في حيثيات الحكم لقد ذكر المتهم أنه مسير ولا يملك حرية الاختيار وأنه لا يستطيع معارضة القوى الخفية التي تسيطر عليه وتستخدمه في تنفيذ أوامرها وإلا تعرض للأذى وأن التشريع العقاپي قد خلا من نص يحرم ما أسندته النيابة للمتهم من اتهام لأن الاتهام المسند للمتهم هو الاستجابة لقوى خفية غير منظورة وأن المحكمة وان كان قد ثبت لديها أن ما قام به المتهم من تشخيص للمرضى من بعض المړض صحيح رغم أنه ليس دارسا للطب إلا أنها لا تستطيع أن تجزم بيقين اتصال الجان بالمتهم لأن ذلك أمر يخرج عن قدرتها وقدرة أي شخص ولما كان التشكيك يفسر لصالح المتهم لأن الأصل في الأنسان البراءة فأن المحكمة تشكك في إسناد الاتهام إلى متهم يسنده هو إلى القوى الخفية التي لا يستطيع معارضة أمرها وتستخدمه كآلة وإلا تعرض للأذى وهلل أبو كف عند سماع الحكم وقال للصحفيين إن الحاجة كانت حاضرة أثناء الجلسة وأنها كانت تقف خلف القاضي وهو يقرأ حيثيات الحكم وعندما سأله أحد الصحفيين عن أوصاف الحاجة واسمها قال إن ذلك محظور عليه وان كل ما يستطيع قوله إنها من الجن وبعد انتشار الأمراض المستعصية والغير مستعصية وكشف الاطباء اصبح باهظ التكاليف سواء كان قيمة الكشف او ثمن الدواء والشفاء بعد ذلك غير مضمون فما احوج المصريين الغلابة والبسطاء الى أبو كف جديد