سمعت من أحد المشايخ أن الناس يوم الحساب يبعثون عراة فلم افهم ازاي ربنا فرض علينا الستر وتبعث عراة ما الدليل على هذا_
يحشر الناس يوم القيامة
يحشر الناس يوم القيامة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا هو الحديث الأخير في باب الخۏف، وهو:
حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً[1] قلت: يا رسول الله، الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟، قال: يا عائشة الأمر أشد من أن يُهمهم ذلك، وفي رواية: الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض، متفق عليه.
قوله ﷺ: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً، حفاة: أي: غير منتعلين، وعراة: ليس عليهم ما يسترهم من الثياب، وغُرْلاً: يعني غير مختونين، والنبي ﷺ في الحديث الآخر لما ذكر هذا قرأ الآية: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ [الأنبياء:104]، فهذه الآية تدل على قدرة الله على البعث؛ لأنه الذي أنشأ النشأة الأولى، وقد أوردها النبي ﷺ في هذا المعنى، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ أي: أن الإنسان يرجع مرة ثانية كما خلقه الله من غير تبديل ولا تغيير، فما ذهب من أجزائه وأبعاضه يرجع إليه ثانية، فلو أن أحداً من الناس قطڠ منه عضو من الأڠضاء فإنه يرجع يوم القيامة وهو مكتمل الأڠضاء، الإنسان الذي يأتي في القيامة يكون أغرل: أي: غير مختون، فحتى هذه الجلدة اليسيرة ترجع إليه، كل شيء يرجع إليه كما خلقه الله ، وبعض أهل العلم يقول: إن الحكمة من