سمعت من أحد المشايخ أن الناس يوم الحساب يبعثون عراة فلم افهم ازاي ربنا فرض علينا الستر وتبعث عراة ما الدليل على هذا_
فأقول: مثل هذه الأشياء هنا هل سينظر هذا الإنسان إلى هذه المرأة التي ليس عليها ثياب أو ذلك؟، أبداً، كل إنسان مشغول بنفسه، هذا لشدة الهول، إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحـج:1-2]، تقوم الحوامل وتسقط من شدة الفزع والهلع، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ السكران: الذي فقد العقل، وهو ليس بسكران، ما شرب خمراً، أي: أنهم ليسوا سكارى من الشراب، لكن من شدة الهول مثل السكران، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ، فيقوم الناس بهذه الصفة، ولمن يكون الأمن؟ يكون لأهل
الإيمان على قدر إيمانهم، كما قال الله : الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم أي: لم يخلطوا إيمانهم بِظُلْمٍ [الأنعام:82] وهو الإشراك، أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ أي: في الآخرة، فعلى قدر إيمانهم يكون أمنهم؛ لأن الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه، على قدر ما عندنا من الإيمان على قدر ما يكون لنا من الأمن.
فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الآمنين، وأن يجعلنا وإياكم من عتقائه من lلڼlړ، وأن يرحمنا ووالدينا وإخواننا المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.